سلسلة خلايا القسام في خليل الرحمن::::::::::الحلقة رقم (3)
التلميذ النجيب و الابن الحمساوي البار و القائد القسامي الفذ
ما أصغرنا حين نتحدث عن الشهداء، وما اجبن القلم حين يتجرأ على الكتابة عن سيرتهم العطرة .. وما أبهت المداد حين يخط قصة حياة شهيد سطرها البطل بدمه القاني : كلمة صدق قالها احد الأخوة عندما توجهت إليه ليحدثنا عن سيرة احد الشهداء ، فقال وما حاجة الشهداء لان نذكرهم بين جدران السجون ؟! وذكرني قوله بكلمة الفاروق عمر بن الخطاب حين جاءه البشير بفتح ( نهاوند ) واخذ يعدد شهداء المعركة ، فلان بن فلان وفلان بن فلان وآخرون لا نعرفهم ، فيجيب عمر ويقول ، " ولكن الذي أكرمهم بالشهادة يعرف وجوههم وأنسابهم " … اجل أيها الإخوة فالشهداء في نعيم وجنان وحياة سرمدية تغنيهم عن ذكرنا إياهم ومعرفتنا لأنسابهم وما ضر شهداء فلسطين أن يحشروا بين يدي المولى مع شهداء (نهاوند ) الذين لم يعرفهم عمر ، ولم نعرفهم نحن ولا غيرنا ، فحسبهم اصطفاه المولى واختياره لهم .
نتعرف اليوم على تلميذ نجيب من تلاميذ كلية القسام العسكرية، وجندي مقدام من جنود دعوة ( محمد ) ممن عاهدوا الله أن يذيقوا اليهود الغاصبين عذاب الدنيا قبل عذاب الآخرة ، شهيد من خليل الرحمن .. خليل الشهداء والأنبياء .. خليل إبراهيم ويعقوب ويوسف وآدم وسارة وآلهم الطيبين الطاهرين، تلميذ تربى بجوار الحرم الإبراهيمي الشريف ، وشاهد بأم عينه تبجح واعتداءات اليهود على المسجد الإبراهيمي ، وتلقى تعليمه في قلعة من قلاع التربية التي أسسها شيخ خليل الرحمن وداعيتها الأول ، المرحوم ( شكري أبو رجب ) .. هي المدرسة الشرعية التي خرجت مئات الدعاة والمجاهدين، فمنهم من قضى نحبه شهيدا ومنهم من يضيء سجنه بأنوار صبره ومضاء عزمه "، انه الشهيد " طاهر شحدة قفيشة " الذي عرف بين إخوانه بتواضعه وحسن خلقه ، وحبه الشديد للجهاد فكان أول فرسان ( الحماس ) منذ بداية الانتفاضة ، حيث كان ينتظر مرور الباصات الإسرائيلية والدوريات العسكرية عبر شارع بئر السبع بعد المدرسة ليمطرها بحجارته وتكبيراته ، وكان لا يعرف الكلل أو الملل ، يبحث عن المواجهات في الليل والنهار ، لدرجة انه كان لا يترك اللثام لحظة واحدة ، بل يخفيه في ثيابه خوفا أن تضيع منه فرصة للمواجهة دون أن يستغلها وكان شديد الحماس لا
يعرف ولا يعترف بخطوط حمراء للعمل الجهادي ، فكان مندفعا للبحث عن أي وسيلة لتطوير العمل الجهادي ، بدءا بالحجارة والزجاجات الفارغة والقنابل الصوتية ، والزجاجات الحارقة ، والاسيد وانتهاءا بحملة البندقية المشرعة كخيار للتحرير ، فكان طاهر ضمن أول مجموعة قسامية شكلت في مدينة الخليل ، وتلقى تدريبه على يد الشهيد ( عماد عقل ) وإخوانه ، وشارك في تقديم المساعدات مما عرضه للاعتقال خلال ضربة (1992م) التي شملت عشرات المجاهدين اثر عمليات القسام البطولية في تلك الفترة ، وتم تحويله بداية للاعتقال الإداري ومن ثم للتحقيق ، حيث تعرض لأشد ضربة نفسية في حياته ، اذ اعترف على بعض إخوانه في غرف العار أو ما يسمونهم ( العصافير ) ، وهم عملاء يتخفون بهيئة مجاهدين لخداع الأسرى وانتزاع اعترافاتهم ، لدرجة ان (طاهر) كان يبكي في زنزانته ويرفض الطعام ويتمنى لو مات قبل أن يعترف على إخوانه ، وفي سجن الخليل انتقل الى معتقل الظاهرية لاستكمال التحقيق ومواجهته بأفراد المجموعة فكان يتوقع حكما لا يزيد عن خمس سنوات سجن ، غير انه كان يحمل بداخله جرحا نازفا وقلبا ملتهبا لا يطفئ ناره ، الا برد الشهادة ، وانهار الجنة ، فبدأ التخطيط لعملية هرب بطولية من السجن بصحبة المجاهد امجد شبانة ، والبطل جهاد غلمة ، حيث قطعوا الأسلاك الشائكة وغادروا القيد لتبدأ أروع ملحمة بطولية يسطرها المجاهدون في خليل الرحمن طوال عامين كاملين من الجهاد والعمل المسلح ، وبعد اقل من ثلاثة شهور يفقد طاهر أحب واقرب إخوانه الى قلبه ، الشهيد ( امجد شبانة ) الذي ترجل بصحبة ثلاثة من أبطال القسام بعد محاصرتهم وقصف المنزل الذي آواهم فوق
رؤوسهم ، وهنا يحمل جهاد وطاهر لواء المعركة فتكون العملية العسكرية الأولى ضد سيارة مستوطنين على طريق حلحول / الخليل ، ينفذها طاهر بصحبة الشهيد عايد الأطرش ، فيصيب ثلاثة مستوطنين صهاينة ، وفي ( 17/5/1994م ) ينطلق بصحبة جهاد غلمة في عملية تجاوز قرب مستوطنة (بيت حجاي ) جنوب الخليل فيقتل ثلاثة مستوطنين كانوا يستقلون سيارة ( فيات اونو ) في الساعة الثامنة والنصف صباحا ، وفي 16/6/1994م ينصب كمينا لسيارة مخابرات في شارع عين سارة بمشاركة جهاد غلمة ويطلق النار في وضح النهار ومن الشارع العام نحو ثلاث سيارات مخابرات وسيارة جيب ولا يعترف اليهود سوى بإصابة واحدة ، رغم أن ما أطلقه المجاهدون زاد عن (250) طلقة وفي (7/7/1994م) تجاوز عن سيارة مستوطنين قرب مستوطنة (كريات أربع) كانت تقل عائلة صهيونية ، فقتل احد أفرادها وأصيب أ
ربعة آخرون ، إضافة الى أن طاهر عمل بصحبة جهاد على تدريب مجموعة من المجاهدين لاختطاف مستوطن على طريق الخليل / القدس يهدف مبادلته بإخوانه الأسرى في السجون ، وكادت العملية أن تنجح لولا كثافة الجنود والمستوطنين في المنطقة وارتياب المستوطن بأحد الإخوة الذي لم يتقن العبرية فقفز المستوطن من السيارة وعاد الإخوة الى قاعدتهم بسلام بعد مطاردة طويلة من قوات الاحتلال ، وفي بداية عام (1995م) نصب كمينا لباص من المستوطنين في منطقة راس الجورة ، اعترف العدو بمقتل اثنين وإصابة خمسة من المستوطنين ، وفي جبل الرحمة ينصب كمينا لسيارة جيب عسكرية ، لم يعترف العدو خلالها بإصابات وعلى طريق بيت كاحل غرب الخليل يهاجم مع جهاد غلمة جيب عسكري ، فيصيب ثلاثة جنود ، اضافة الى عشرات العمليات التي لم يعترف بها العدو ولم يعرف مدى الإصابات ، مما اضطر الاحتلال لفرض
حظر التجول على المدينة لشهور طويلة بعد السادسة مساء ، وصارت جميع الطرق معرضة لهجمات القسام ، وتحدث في حينه احد الجنود قائلا : إنهم يختفون بين السكان مثل السمك في البحيرة وقام الجيش بتوزيع صور المطاردين على جميع الدوريات والحواجز العسكرية والعملاء الأنذال ، وشن حملة تشويه واسعة وأصدر خلالها منشورات باسم كتائب القسام تحذر السكان من تقديم المساعدة ل( الطاهر) و( جهاد ) بدعوى أنهما عميلين للشاباك ، وان المخابرات هربتهما خصيصا لكشف وتصفية المطاردين ، وكم كانت رحلة المطاردة شاقة ومرهقة ، وكم كان طاهر يتمنى الشهادة ويسأل الله أن لا تكون تحت الأنقاض ، وتضيق عليه الدنيا بعد استشهاد أخيه ورفيق دربه (جهاد غلمة) ومن بعده حامد يغمور
استشهد جهاد غلمة وطارق النتشة وعادل الفلاح بعد قصف سيارتهم في منطقة الحاووز بالضواحي الجنوبية لمدينة الخليل بتاريخ 16 نيسان (إبريل) ،1995 ويومها قال يوسي ساريد الذي كان يشغل منصب وزير البيئة في حكومة اسحق رابين: «بعد مقتل المخرب جهاد غلمة، ما يزال المرعب طاهر يتجول طليقاً». ونال حامد يغمور وطاهر قفيشة الشهادة بعد عدة محاولات فاشلة من قبل أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية، إذ ترجل حامد إلى عليين في 2 حزيران (يونيو) ،1995
في آخر لقاء جمعه بوالدته يقول لها : يا ام ادعي لي بالشهادة ، فتستغرب وتقول : أنا أدعو الله أن يحفظك لتواصل قتال اليهود ، فيقول رحمه الله : الآن عرفت لماذا يستشهد الجميع وأبقى وحيدا ، يا ام لم اعد احتمل وأريد الشهادة ، فتدعو الله أن يرزقه الشهادة ، وبعد أسبوعين تستيقظ خليل الرحمن على قوات ضخمة تحاصر شهيدنا في منطقة راس الجورة في ارض مزروعة بالعنب قرب الشارع العام وينادونه عبر مكبرات الصوت لتسليم نفسه فيشهر سلاحة الرشاش ليسطر طاهر ملحمة جهادية جديدة بمواجهة قوات ضخمة وطائرتان مروحيتان ووحدات خاصة تحمل صواريخ مضادة للدروع في حي رأس الجورة بمدينة الخليل يوم الخميس الموافق 29 حزيران (يونيو) 1995
ليقتل تسعة من ضبابط الاحتلالوما ادهش الاحتلال بعد استشهاد المرعب انو لم يجرء احد من الصهاينة الاقتراب منه فقد استشهد المرعب وهو في وضعية المقاتل الله اكبر ولله الحمد مرعبا في حياتة وجهادة ومرعبا بعد استشهاده
ويرتقي طاهر الى الخلد شهيدا ملتحقا بمن سبقه من شهداء القسام الذين شاركهم الجهاد ، بدءا بعماد عقل وامجد شبانة وامجد أبو خلف وعايد الأطرش وإياد أبو حديد ومروان أبو ارميلة وجهاد غلمة وعادل الفلاح وعبد الصمد حريزات وأخيرا حامد يغمور رحمهم الله جميعا واسكنهم فسيح جناته .
طاهر لم يكن يجيد الخطابة أو الكلام وعرف عنه ابتسامته العذبة وصمته الطويل وكانت آخر كلماته كما يقول شهود عيان هي صرخته عندما أطلق الرصاص " الله اكبر والنصر للإسلام " . حيث كانت صراخاته تعلو صوت زخات الرصاص وهدير الطائرات مضى طاهر طريدا شهيدا لم يهادن ولم يساوم ولم يعرف الذل والخضوع مضى على درب الجهاد والشهادة وكانت وصيته لإخوانه عبر تسجيل فيديو أن يواصلوا طريق الجهاد حتى النصر او الشهادة.
غض الطرف قليلا أيها العملاق .. و ارفع ذراعيك في وجه المتخاذلين و اجعل كفك مقبوضة دون أن تسقط منها الجمرة .. فما عادت تنفعك الآن قيس و لا كلابا .. غض الطرف عن سوءتهم و اترك ظهورهم مكشوفة فأنت اليوم فارس الساحة و سيدها .. و تجذر بمجدك لأنك التلميذ الإخواني النجيب و الابن الحمساوي البار و القائد القسامي الفذ . لك المجد و الخلود في جنة عرضها السموات و الأرض و لك المحبة و الوفاء في الأرض المقدسة التي بارك الله فيها فما زلنا نراك يعقوبي الصبر يوسفي التربية محمدي المنهج .. هكذا كنت يا طاهر في حياتك فلك النصر و لعدوك الهزيمة و لنا من بعدك الصبر و العزاء .
اذا أحرقوك رفيق الخنادق فنحن معا سنعيد الولادة
ففي رحم الأرض نحن العلائق وفي عنق المجد أحلى قلادة
فإلى الجنان يا حبيبنا ومرعبهم .. والسلام على روحك الطاهرة وذكراك العطرة.
ولا تنسونا من صالح دعواكم وان يلحقنا الله بهم انا واخوكم جيوش الياسين
وعذرونا اذ ان السلسلة ستقف الى هنا نظرا لغياب وان شغال الاخ
جيوش الياسين وسنكمل معكم في القريب العاجل باذن الله
اخوكم rock :: وجيوش الياسين
ونتظروني قريبا في فيديو خاص وحصري للشهيد المرعب ورامبو القسام
طيب منقول من شبكة فلسطين للحوار