ما هي حقيقة "الرجل الاخضر" في غزة؟!
اخباريات - أحمد محمد: عندما يحب الإنسان شيء يتعلق فيه بشكل كبير، وتصبح كل تصرفاته وأفعاله متوافقة مع من يحب، ويسعى بكل جهده أن يثبت ويكشف هذا الحب والتعلق.
"الرجل الأخضر" قد يكون اسم ارتبط بشخصية أمريكية خيالية تلفزيونية جسدت القوة والعظمة وقدرته على تحقيق كل ما يريده، لكن إذا كان يتعلق الأمر بقطاع غزة فإن "الرجل الأخضر" فيها يختلف عن غيره، فما حقيقة أخضر غزة وهل هو حقيقة أم خيال.
"الرجل الأخضر" الغزاوي يقول بعد أن انتشرت صوره عبر المنتديات الالكترونية الفلسطينية: " اسمي سليمان خليل أبو ظريفة وعمري 65 عام و5 شهور.
لكن لماذا أطلق عليه لقب "الرجل الأخضر " فهو بعكس الكثير من ابناء غزة يعشق حركة (حماس) بشكل كبير ولأنها تتخذ من الراية الخضراء شعاراً لها، اتخذ هو الآخر هذا اللون شعارا له خاصة أنه كان يحب اللون منذ صغره، فلا يلبس سوى اللون الأخضر، وقد دهن سيارته حتى من الداخل " الموتور" باللون الأخضر، ودراجته، وبيته من الداخل والأثاث، وشبابيك البيت، إلى جانب رفعه الرايات الخضراء على سطح منزله.
لكن لماذا يحب "الرجل الأخضر" هذا اللون. فيقول: " اللون الأخضر يدل على الحياة والنمو والتطور، ولكن عندما تموت الشجرة يصبح لونها أصفر ، لكنها سرعان ما تعود خضراء تدب فيها الحياة".
من هو "الرجل الأخضر"
المواطن أبو ظريفة جاء إلى قطاع غزة قادماً من السعودية في العام 2000 بعد أن كان يعيش في الأردن وهو من مؤسسي حركة فتح في الأردن، لكنه ترك بلاد كثيرة تنقل بينها وفضل العودة إلى بلاده والاستقرار فيها.
"الرجل الأخضر ترك حركة فتح وعشق حركة حماس وانتمى إليها لأنه - كما يقول- جاء إلى غزة فوجد العديد من الأجنحة والتنظيمات المنضوية والمنشقة عن حركة فتح، فعرف ما وصلت إليه الحركة من تشرذم وتفرق وبعد عن الهدف الرئيسي".
أما حماس- والكلام للمواطن أبو ظريفة- لم يكن يعرف عنها شيء عند قدومه ولكنه في أحد الأيام وجد شعار التوحيد مكتوب على زجاج سيارته ومن ثم كلمة (حماس) وعندها ذهب إلى أحد المساجد من خلال طفل صغير - وهو من كتب على سيارته الشعار- تعرف عليهم (حماس)عن قرب واقتنع بمنهجها وفكرها وغايتها.
ماذا يفعل؟
"الرجل الأخضر" كما يطلق عليه أهل خان يونس جنوب قطاع غزة حيث يعيش هناك، كان يملك سيارة بيضاء اللون يبيع من خلالها "اسطوانات الغاز" فقام بدهنها باللون الأخضر حتى أثاثها وموتورها، كما رفع سماعة كبيرة على سطح السيارة تنشد طوال اليوم بأناشيد حماس.
دراجة الرجل الهوائية.. وبيته من الداخل من شبابيك وصور وبراويز، وأثاث وعفش كلها بدت خضراء، إلى جانب ما يرفرف على سطح المنزل من عشرات الرايات التابعة لحماس وهي خضراء موضحة بشعار التوحيد.
تبرع بقطعة أرض
يقول "الرجل الأخضر" إنه في وقت انتخابات البلدية، تبرع بـ 15 دونم لإقامة مهرجانات حركة حماس الانتخابية، كما تبرع بعدها بأرض بمساحة خمسة دونمات كمقر للقوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية وقصف المقر في وقت لاحق من قبل طائرات الاحتلال.
رسالة "الرجل الأخضر" لرئيس الوزراء إسماعيل هنية بضرورة "عدم التنازل عن الثوابت وكرر ثلاث مرات "لن نعترف بإسرائيل"، في حين وجه رسالة للرئيس محمود عباس أن "اتقي الله في شعبك".
ويبدو "الرجل الأخضر" محبوباً بين أوساط جيرانه، حيث أنه يسلم على جيرانه كل يوم عند ذهابه إلى عمله والعودة منه.
" أتمنى من الله الشهادة بصاروخ من طائرات الاحتلال الإسرائيلي يقطعني أشلاء وأنا اركب في سيارتي الخضراء" هكذا قال " الرجل الأخضر".