منتـــدى القســــــــــاميــــــون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.




 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولاستعراض المواضيع الاخيره

 

 بدأت في وضع الغداء في الصحون.. ونقلته أخواتي الصغيرات إلى السفرة في الصالة..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
القسامية
عضــو نشـــط
عضــو نشـــط
القسامية


انثى
عدد الرسائل : 150
العمر : 28
البلد : فلسطين
رتبة العضو : بدأت في وضع الغداء في الصحون.. ونقلته أخواتي الصغيرات إلى السفرة في الصالة.. 4hbg0gk
تاريخ التسجيل : 31/12/2008

بدأت في وضع الغداء في الصحون.. ونقلته أخواتي الصغيرات إلى السفرة في الصالة.. Empty
مُساهمةموضوع: بدأت في وضع الغداء في الصحون.. ونقلته أخواتي الصغيرات إلى السفرة في الصالة..   بدأت في وضع الغداء في الصحون.. ونقلته أخواتي الصغيرات إلى السفرة في الصالة.. Emptyالسبت أغسطس 15, 2009 7:22 pm

أما أنا فكان تفكيري مشغولاً بالأواني المتسخة وكم ساعة أحتاج لتنظيف المطبخ..
لم أستطع تناول الغداء.. أسرعت أنظف المطبخ وأغسل الصحون وأنا أمني نفسي بنصف ساعة قبل أذان العصر أغفو فيها.. كنت أسرع لكي أنتهي من التنظيف.. والنعاس يغلبني.. وكذلك الألم..
أطلت أمي لتصرخ علي وتنبهني للأرضية المتسخة.. سكت على مضض..
- إن شاء الله يمه..
ثم ذكرتني بإعداد الشاي ووضعه في البراد..
- إن شاء الله..
ثم ذكرتني بغسل وتعقيم رضاعات أخي الصغير..
- إن شاء الله يمه..
وخرجت.. بعد أن نبهتني لبطئي وسوء تنظيفي..
ففي بيتنا.. كنت أبتلع الألم كل يوم..
بل أتناوله كوجبة غذاء أساسية!
منذ رجوعي للمنزل منهكة.. تبدأ أوامر أمي وطلباتها.. وأستلم المطبخ بدلاً منها..
لا أمانع في ذلك فهي أمي..
لكن.. التذمر والشكوى هي ما يقتلني..
لا شيء يرضيها.. دائماً غاضبة علي.. دائماً تصرخ علي..
دائماً أنا مذنبة في نظرها..
مهما فعلت ومهما ضغطت على نفسي من أجلها..
كلمة واحدة منها تحرق كل ما قدمته.. وتنثر رماده في الهواء..
فأنا في نظرها دائماً مقصرة وعاقة و.. رغم أني لم أتفوه عليها في حياتي بكلمة واحدة.. وأحاول قدر المستطاع أن أحترمها وأجيب طلباتها..
أخذت أفكر وأنا أمسح الأرفف..
لماذا.. لماذا لم أسمع منها في حياتي كلمة شكر..
كلمة حب.. كلمة طيبة..
أحلم كثيراً أن أسمعها تناديني.. يا ابنتي.. يا حبيبتي.. يا قلبي!!
لكنها مجرد أحلام..
سأكون مستعدة حينها لأن أخدمها بكل ما تريد وأنا سعيدة..
أخذت أنظف سطح الفرن والدموع تنساب من عيني..
إلى متى هذه القسوة..
أنهيت التنظيف..
الحمد لله.. المطبخ يشع نظافة..
أعددت الشاي.. وها هو في الصينية..
رضاعات أخي نظيفة ومعقمة..
لابد وأنها ستفرح.. انتهيت اليوم مبكرة الحمد لله لن تقول أني بطيئة..
كنت ألهث من شدة التعب.. وبالكاد أقف من شدة النعاس والصداع.. لكني قررت أن أمسح الثلاجة أيضاً..
فجأة دخلت..
نظرت حولها ثم صرخت..
- أففف ما هذه الرائحة؟ ألم تغسلي الفوطة جيداً قبل المسح؟
- غسلتها يا أمي..
- رائحتها كريهة..
- لقد أعددت الشاي..
- دعيني أرى..
صبت القليل منه في كوب.. فتغير وجهها..
- ما هذا؟! لماذا هو غامق هكذا؟!.. لن يشربه والدك..
وأسرعت لتدلقه في المجلى بكل بساطة..
- قومي بعمل آخر.. بسرعة.. والرضاعات أين هي؟
- ها هي هنا.. غسلتها وعقمتها..
- أعطني واحدة..
وخرجت كما دخلت..
أخذت أستعيد شريط كلامها.. أبحث بين الكلمات والحروف عن كلمة شكر أو دعاء.. لكني لم أعثر على شيء منها..
انتهيت من إعداد الشاي.. وذهبت لغرفتي وأنا بالكاد أسحب أقدامي..

* * *

كانت المشرفة الاجتماعية قد طلبتني لغرفتها لكي أقوم بمساعدتها في كتابة سجلات أسماء الطالبات نظراً لحسن خطي.. كنت أجلس على الأرض.. وحولي السجلات.. وأوراق بالأسماء.. والمشرفة تتحدث بالهاتف أو تكتب..
وحين انتهيت من أحد السجلات ناولتها إياه..
- ما شاء الله خطك مرتب جميل.. تسلم يدك يا بدرية.. روووعة تبارك الله..
ابتسمت باستغراب.. لم أعرف ماذا أقول!
- شكراً..!
- أنا من يجب أن يشكرك.. تشكرينني على ماذا حبيبتي؟
أوف.. حبيبتي مرة واحدة!.. (قلت في نفسي)..
واحمر وجهي خجلاً..
- لا تحرجيني أستاذة نورة.. أنا ما عمري سمعت كلمة شكر.. ولا ثناء..
- معقولة؟ كيف؟
كان وجهي شاحباً.. وشفتاي جافتان.. كنت أشعر بإرهاق وتعب.. وبالكاد أتحدث..
- يعني.. أنا لست متفوقة.. ولا مميزة في المدرسة.. لم يمدحني أحد من المدرسات من قبل.. إلا مدرسة العلوم حين كنت في صف ثاني ابتدائي!.. أما في البيت.. فـ.. ههههه.. ولا عمري..
كنت أضحك على نفسي بسخرية.. وأكاد أبكي في نفس الوقت.. فسكت..
نظرت أبلة نورة إلى وجهي مباشرة..
- في البيت ماذا يا بدرية؟ تعالي اجلسي هنا.. تحدثي..
جلست على الكرسي.. وأنا أشعر بالخوف.. ماذا سأقول..
- ماذا يا أبلة نورة؟ لا شيء لدي.. كل ما أردت قوله.. أن أمي عصبية.. دائماً غاضبة.. لا يرضيها شيء.. قاسية في كلامها.. لم نسمع منها كلمة حب واحدة في حياتنا.. ومهما تعبنا معها لا نسمع كلمة شكر واحدة..
بدأت أبكي لا شعورياً.. فمسحت أنفي بمنديل..
- في حياتي.. لم أسمع كلمة مدح أو ثناء أو شكر منها.. صدقيني يا أستاذة.. أعود من المدرسة متعبة.. ولأني الكبيرة.. أستلم مسؤولية تنظيف المطبخ.. ثم مسؤولية أخوتي الصغار في العصر.. وكذلك إعداد العشاء.. ورغم هذا دائماً غاضبة مني..
ابتسمت أبلة نورة وقالت بهدوء..
- عااادي يا بدرية.. لا تأخذي الأمور على محمل الجد..
إن كل ما تقوم به أمك تجاهك لا يعني أبداً أنها لا تحبك.. أو لا تهتم بك.. صدقيني.. هي فقط.. لا تعرف كيف تعبر.. ولم تتعود على تغيير نمط كلامها وحديثها.. هذا هو الظاهر لك فقط.. لكن ما في قلبها من حب ومودة.. لا يمكن أن تعرفيه..
نظرت إلي ثم قالت..
- هل جربت مرة أن تقولي لها كم يضايقك أسلوبها؟ هل سبق ووضحت لها مشاعرك وآلامك؟
نظرت لها باستغراب ودهشة..
- لا..!
- إذاً كيف تريدينها أن تعرف أنك متضايقة؟
حاولي أن توضحي لها مشاعر ألمك وأنك تحتاجين لسماع كلمة شكر أو ثناء منها..
- لكن إذا لم تقلها من تلقاء ذاتها.. كيف أطلب منها ذلك.. سيبدو ذلك سخيفاً!
- كلا.. أمك تعودت على طريقة معينة في الكلام.. وهي تعتقد أنك لا تشعرين بأي ألم من جراء ذلك.. لذا فهي مستمرة في أسلوبها بكل بساطة!
- لا أعرف.. أستحي..
- ولماذا تخجلين؟ لماذا تصنعين هذا الحاجز..؟ إذا انتهيت من عمل ولاحظت أنها لم تمنحك الشكر والاهتمام الكافي.. قولي لها ما تريدين قوله.. أمي ألا أستحق شكراً؟ جزاني الله خيراً؟
وستتأقلم بإذن الله مع الأيام على هذا الأسلوب..
لكن.. ليس بسرعة.. فالمسألة تحتاج لصبر..
- يبدو ذلك صعباً.. لكني سأحاول..
- نعم هكذا أريدك أن تفعليه يا عزيزتي.. لا تيأسي أو تعتقدي أنك وحدك من يعاني من هذا الأمر.. الكثير من الفتيات يعانين مثلك مع أمهاتهن.. لا تكوني حساسة، وتقبلي الأمر.. عيشي حياتك ببساطة ورضا.. ولا تقفي عند الآلام البسيطة لتصنعي منها جبالاً شاهقة.. وتذكري أنها أولاً وأخيراً والدتك.. وأنت مأجورة بإذن الله على صبرك عليها وبرك بها..
كان كلامها بسيطاً.. لكنه ولا أعرف كيف غير نظرتي كثيراً لأمي..
حين عدت من المدرسة.. ألقيت نظرة عليها في المطبخ.. وقفت عند بابه.. كانت تطبخ والبخار يعلو فوق القدور.. وأخي الصغير في كرسيه على الأرض وهو يصيح..
شعرت بعطف كبير عليها.. كيف لها أن تتحمل هذه المسؤوليات كلها.. ولا تتعب وتتضايق..
أحسست بأني كنت نوعاً ما أنانية..
اقتربت من أخي لأقبله وأداعبه..
- عدتِ؟
ابتسمت لها..
نظرت إلي.. وابتسمت ابتسامة لم أرها منذ مدة..
ربما شعرت بأن شيئاً ما في داخلي قد تغير!


**
مجلة حياة العدد (73) جمادى الأولى 1427هـ



--------------------------------------------------------------------------------

- 42 -

كليمات من القلب



حسناً..
اليوم... لن أبدأ برواية حكاية..
ولن أترك الفتاة تعترف قبلي.. لأني أريد أولاً أن أتحدث معكم قليلاً.. عن بعض القصص الأخيرة.. وعن ردود فعل بعضها..
وعندي كليمات دارت في عقلي وقلبي وأحببت أن تشاركوني بها..

يسألني الكثيرون دائماً هل هذه القصص التي تروينها حقيقية..؟

وأنا أقول.. كل قصصي هي من رحم الواقع.. من أرض الحياة الحقيقية.. لكنها ليست بالضرورة صوراً أصلية..
هذه الاعترافات هي لقطات من حياة حقيقية لطالبات وزميلات وصديقات.. قصص عايشت أطرافاً منها.. أو سمعتها شخصياً من أصحابها مباشرة.. ثم أضفت لها لمسة من خيال..
هي قصص ترتكز على جذع من الواقع.. وربما أضفت لها بعض الأوراق وشذبت لها بعض الأغصان..

أهدي قصصي لكل من تعني لها شيئاً.. وما أردت قوله دائماً هو.. أننا جميعاً عانينا ونعاني من الآلام في حياتنا..
ليس هناك من شخص يعيش السعادة الكاملة في هذه الدنيا..
السعادة الحقيقية هي في الإيمان بالله والرضا بواقعك مهما كان.. والأروع هو شكر الله وحمده بصدق على ذلك الواقع سواء أكان ابتلاء أم نعمة..

لن أطيل كثيراً..

فالحديث في غير القصة لا يروق لكن كثيراً.. أعرف ذلك.. لكن.. لا يزال هناك شيء هام أريد قوله اليوم..

قبل فترة.. كتبت قصتين عن حالات طلاق..
إحداهن.. (ذهبت ولن تعود)..
والأخرى.. (ليس ثمة بكاء تحت الباب)..
وقد تلقيت العديد من الرسائل حولهما..
الأولى عن زوج يشكو من سوء خلق زوجته وإهمالها.. يقول أنه كان على وشك طلاقها.. لكن قراءته للقصة الأولى جعلته يتخيل أن (منال) هي ابنته الصغيرة.. جعلته يتخيل ألمها ووحدتها وفراقها عن أمها حين تكبر..
ويقول أنه أبعد فكرة الطلاق عن رأسه تماماً بعدها.. وهو مستعد لتحمل كل شيء من أجل طفلته الصغيرة.. ويسأل الله أن يهدي زوجته العنيدة التي لا تحترم أحداً حسب قوله..

والرسالة الثانية.. هي من أب رحيم.. يتفطر قلبه على أبنائه الذين تركتهم أمهم لديه منذ عدة أشهر.. أشبه بالأيتام.. وهو لا يزال متردداً في اتخاذ قرار الطلاق حتى لا يهدم حياة أطفاله.. ويتمنى لو عادت أمهم إليهم.. لأنهم ضائعون دونها مهما حاول هو تعويضهم..
يقول.. بعد قراءتي للقصة أصبحت أنتبه حتى لطريقة تمشيطهم لشعورهم.. ولتعابير وجوههم.. وأخشى أن يتألموا كما تألمت (منال) في القصة دون أن أشعر بهم..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بدأت في وضع الغداء في الصحون.. ونقلته أخواتي الصغيرات إلى السفرة في الصالة..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتـــدى القســــــــــاميــــــون :: القسم العام :: المنتدى العام-
انتقل الى: